تقول سميحة. أ أنا موظفة بإحدي المؤسسات الحكومية اتفق معي زميلي علي خطبتي وحدد موعدا لطلبي من أهلي ولكنه لم يحضر وعلل عدم حضوره بظروف خاصة ولكنه مازال علي وعده وتقدم شاب آخر لخطبتي من والدي فوافق عليه فهل إذا وافقت علي ذلك أكون آثمة لموافقتي علي الخطبة؟
** يجيب فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية العربية للبنات: شرع الإسلام الخطبة وجعلها مقدمة من مقدمات عقد الزواج ليعطي لكل من الخاطبين الفرصة للتعرف علي الطرف الآخر.
ومعلوم لنا جميعاً أن الشريعة الإسلامية تجمع ولا تفرق توحد ولا تشتت. ولهذا فإنها تأبي علي اتباعها أن يسلكوا الطريق الوعرة التي فيها تمزق أو تشتت ومن هذه الأمور التي تؤدي الي تمزيق الجماعة خطبة الرجل علي الرجل لأنها تورث الضغائن وتغرس الأحقاد وتزرع البغضاء في المجتمع.
وهذه بلا شك أمراض خطيرة إذا دبت في المجتمع حطمت قواه ومزقت وحدته ولهذا نهي الرسول صلي الله عليه وسلم عن مثل هذه الأمور.
قال صلي الله عليه وسلم لا يبيع أحدكم علي بيع أخيه ولا يخطب علي خطبة أخيه إلا أن يأذن له وفي رواية. حتي يترك الخاطب قبله أو يأذن لغيره.
وفي هذا دليل علي عدم جواز خطبة الرجل علي الرجل حتي يأذن له أو يترك لأن في ذلك غرسا للضغائن والأحقاد.
وفي مثل هذه الحالات نري الفقهاء قد اتفقوا علي أنه اذا تمت الخطبة عن طريق الولي فإنه لا يجوز للغير أن يتقدم لخطبة هذه الفتاة فإذا تقدم إنسان لخطبة فتاة ولم توافق الفتاة أو لم يوافق وليها فإنه يجوز للغير أن يتقدم للخطبة لأن المنهي عنه الخطبة علي الخطبة وهذه الخطبة لم تتم.
وكذلك إن أذن الخاطب لغيره في خطبة مخطوبته فلا إثم علي الخاطب الثاني وأنت أيتها السائلة زميلك لم يتقدم لخطبتك رسميا وإنما وعدم بالخطبة ولم يحضر للتفاهم مع أهلك وتقدم شخص آخر فإن خطبة الثاني تقع صحيحة ولا يعد هذا الفعل من قبيل الخطبة علي الخطبة.
فإن لم يكن هناك مانع آخر لديك فاقبلي ما قبل والدك والله يوفقك.